ظاهرة العود إلى الانحراف: دراسة للظروف الأسرية
No Thumbnail Available
Date
2006
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
يعتبر الانحراف من الظواهر الاجتماعية التي شغلت ومازالت تشغل اهتمام رجال العلم والسياسة في
المجتمعات بصفة عامة، نظرا لنتائجها السلبية على جميع المستويات مجتمعيا -بالرغم من اعتبار هذه
الظاهرة قضية أساسية بالنسبة للمجتمعات المتقدمة وحتى تلك النامية. وليس ببعيد عن هذه الوضعية يتواجد
المجتمع الجزائري -منذ الاستقلال على الأقل- أمام تنامي انتشار ظاهرة الانحراف، بشتى أشكاله ودرجاته
والتي من بينها العود إلى الانحراف. فهي كظاهرة اجتماعية ظلت من ناحية التناول الأكاديمي الجزائري
ُ مسكوت عنها وغير محل للاهتمام العلمي المحترم، حيث نادرا ما يهتم بمعالجتها على مستوى الأطروحات
( ) والرسائل العلمية، مع العلم أنه منذ الاستقلال هناك فقط ثلاثة رسائل ماجستير
0F
نوقشت في موضوع العود *
-حسب اطلاع الطالب.
لكن ولحد الساعة لم يتم فتح النقاش من أجل معالجة ظاهرة العود إلى الانحراف في رحاب الطرح
السوسيولوجي على مستوى الجامعة الجزائرية. وهذا رغم انتشار هذه الظاهرة الاجتماعية، مع تنامي نسب
العائدين إلى الانحراف، والذين من بينهم هؤلاء العائدين إلى المؤسسات العقابية، حيث بلغت نسبتهم 45%
( على مستوى الوطن - حسب إدلاء المدير العام لإدارة السجون
F1
. مع العلم أن الطالب توصل إثر الدراسة 1(
الميدانية إلى نسبة تقارب 64 % من العائدين على مستوى مؤسسة إعادة التأهيل بالبوني وإلى ما يقارب
) نسبة 30 % على مستوى مؤسسة إعادة التربية بعنابة، وهذا خلال 2005 و2006
2F
**) .
ً وموازاة للغموض المعرفي والميداني -من الناحية السوسيولوجية- فيما يخص ظاهرة العود إلى
الانحراف في المجتمع الجزائري، هناك دراسات أكاديمية جد محترمة أجريت على مستوى المجتمعات
الغربية وحتى منها العربية؛ والتي من خلالها حاول المختصون إيجاد تفسير لهذه الظاهرة، يتجاوز
ابستيمولوجيا معضلة غياب التنظير فيما يخص ظاهرة العود إلى الانحراف من جهة، ومن جهة أخرى
إشكالية عدم وجود هناك تحديد اصطلاحي لمفهوم العود على مستوى العديد من التخصصات المهتمة بهذه
3 F ) الظاهرة، وأكثر من ذلك عدم توفر إجماع حتى على مستوى التخصص العلمي الواحد
(*** .
ورغم هذه الصعوبات النظرية وحتى منها المنهجية والميدانية توصل المختصون إلى إيجاد تفسير لهذه
الظاهرة، إذ أثبتوا علاقة تأثرها بالعديد من العوامل المختلفة. فهناك من يعالج هذه الظاهرة على أساس أنها
( ذات منشأ سيكولوجي مرتبط بشخصية العائد
F4
. في حين هناك من يعتقد أن العود إلى الانحراف هو نتاج 2(
المجتمع وما يتضمنه من عوامل مختلفة ، منها: الاقتصادية، السياسية، الأمنية، التشريعية العقابية،
السوسيولوجية والسيكولوجية...الخ. كما أن هناك فريق آخر يعالج هذه الظاهرة باعتبار أن العائد يمثل حالة
قائمة بذاتها فيما يخص خصوصية ونسبية العوامل المؤدية لتواجده في هذه الوضعية.
ُ وبغض النظر عن المدخل النظري الذي ينظر من خلاله لموضوع الدراسة، فإنه تمت هناك جملة
من النتائج المتحصل عليها في سياق البحث في ظاهرة العود إلى الانحراف، ومن بينها هناك علاقة تربط ما
مادية وأخرى معنوية- التي ينتمي إليها. كما أن هذه (*) بين العائد إلى الانحراف والبيئة الأسرية - 5 كظروف F
ٍ مختلفة، منها: الديمغرافية، التعليمية، الاقتصادية،
البيئة الاجتماعية تتميز بجملة من الخصائص من نواح
الانحرافية والإجرامية، العلائقية، التربوية والإيكولوجية...إلخ