نظام السجون في الجزائر: نظرة على عملية التأهيل كما خبرها السجناء دراسة ميدانية على بعض خريجي السجون
No Thumbnail Available
Date
2010
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
شكلت الجريمة واحدة من الظواهر الاجتماعية التي سعت الكثير من العلوم
والفنون إلى فهمها، وتفسيرها، وحتى ضبطها، كما كانت محل بحث العديد من
الدارسين في مختلف ضروب المعرفة العلمية، لما ترتبط به أشـد الارتبـاط
بواقع المجتمع، وتمس بأمنه واستقراره، وما تخلفه من آثار سلبية على الفـرد
من اضطراب، وعلى المجتمع من تفكك، وفي هذا كانت الجريمة واحدة مـن
أعقد المشكلات الاجتماعية التي فرضت وجودها من حيث طبيعتها، والأسباب
المحركة لها، مما دفع بالكثير من دارسي التربية والنفس والاجتمـاع وفقهـاء
القانون إلى محاولة تحقيق الفهم العلمي لهذه الظاهرة الاجتماعيـة، والـتحكم
فيها، والتقليل من معدلات حدوثها، ويخطأ من يصدق أن هناك علمنـا قائمـا
بذاته قدم أفضل الأساليب في حصر دوافع الجريمة ومسبباتها، مما يعنـي أن
تضافر الفنون العلمية هو الكفيل بكشف أسرار هذه الظاهرة التي كمـا يعبـر
عنها البعض على أنها ظاهرة اجتماعية قانونيـة، تمـارس داخـل جماعـات
ومجتمعات، وينطلق تحديدها من منطلقات اجتماعية تتعلق بثقافة المجتمع، إلى
جانب أنها ترتبط من حيث طبيعتها ونوعهـا وكثافتهـا ومسـارها بظـروف
المجتمع، وبنائه الاجتماعي، ونظمه الاجتماعية، كالنظام السياسي والاقتصادي
)1 )والديني والقيمي... وبتاريخ المجتمع وتقاليده وأعرافه وعادات أبنائه
، وهـذا
مؤشر على أن الجريمة لا يمكن فك شفرتها ما لم تتداخل جهود أنظمة المجتمع
وبناءاته، وتتلاقى الرؤى صوب هدف واحد هو فهم النماذج السلوكية المضادة
للمجتمع ونظم الضبط فيه .
إذا كانت الجريمة وما تمثله من انتهاك أو تعدي على القانون الجنائي فـإن
المجتمعات قد تناولت هذه السلوكات بوضع قواعد ونصوص تحد من شـيوع
الظاهرة أو امتدادها في الوسط الاجتماعي، من جانـب القـوانين الوضـعية،