إستخدامات الشباب الجزائري للبرامج الثقافیة التلفزیونیة للقناة الأرضیة والإشباعات المتحققة منھا. - دراسة میدانیة
No Thumbnail Available
Date
2009
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
يعتبر قطاع الشباب من القطاعات المستهدفة من الرسالة الإعلامية لأن عليه يقع العبء الأكبر في
عملية التنمية باعتباره ثروة البلد وذخيرا بالنسبة للمستقبل في زمن احتل فيه العنـصر البـشري
مكانة كبيرة في أدبيات التنمية المستدامة ، بالإضافة إلى خطورة الم شكلات المرتبطة به سواء كانت
اقتصادية، اجتماعية أو ثقافية . والشباب يكون بحاجة إلى المعلومات في كل ما يتعلق بحيام كـي
يعرفوا أنفسهم، ويفهموا التطور الذي يحدث لهم في هذه الفترة العمرية حتى يصبحوا قوة فاعلـة
وعناصر مفيدة في مجتمعام في المستقبل.
وتتميز ثقافة بعض الشباب في الوقت الحاضر بالخروج عن كل ما هو سائد في اتمع ومتعارف
عليه فكرا وسلوكا، والجرأة في التعبير، والإقبال على القراءة الخفيفة والإحجام عن القراءة الجادة
حسب ما توصلت إليه نتائج بعض الدراسات. ولعل إقبالهم على وسائل الاتصال الحديثة أصبحت
مسلمة حياتية، إذ من خصائص هذه الوسائل ما يروق لهم، أي السرعة، فهم غير صبورين ويمقتون
الانتظار لكي يقرر الكبار، ويبرز دور هذه الوسائل كأحد العناصر المغذية لثقافة هؤلاء الشباب.
وإذا اعتبرنا وظيفة التثقيف إحدى وظائف وسائل الإعلام، فإن البرامـج الثقافية تؤدي هذا الدور
من خـلال التلفزيون باعتباره من أهـم وسائل التوصيل الثقافي، وانتقاء المحتـوى الثقافي
وإبداعه والتبادل الثقافي، وتحقيق الذاتية الثقافية إذ نجد الثقافة الجزائرية قبل أن تكون انعكاسا
لعادة، أو ترجمة لعمل فكري، كانت ولا تزال قبل كل شيء تعبيرا عن الانتماء، الانتماء إلى
حضارة ميزا العربية والبربرية والإسلامية، وهي السمات الأساسية للشخصية الوطنية الجزائرية
كما تتيح البرامج الثقافية للمبدعين ومختلف الفنانين إمكانات التعبير عن أنفسهم.
و بما أن القائم بالاتصال يحاول أن يقدم برامج ثقافية من بين ما دف إلى تحقيقه وظيفة التثقيف
فقد أصبح من الضروري أن يتعرف على قطاع كبير مرشح لتلقي البرامج الثقافية، بأن يتعـرف
على احتياجات ومطالب الشباب ومستواهم المعرفي والفكري.
وتبرز وظيفة التثقيف في تجديد نظرة الشباب إلى الحياة وتطوير علاقام بعضهم ببعض ودفعهم
إلى الانخراط الواعي في مشروع مستقبلي لهم كجماعة أو كأمة، وللإنسانية جمعاء، فضلا عن
دورها في نشر المعرفة العلمية وتنظيم الفكر وعقلنة السلوك، كل هذه الجوانب "المعنوية"، التي لا
13
تقبل القياس الكمي الاقتصادي هي ما نعنيه هنا أساسا بـ"البعد الثقافي" عندما نربطه بالتنمية
وهي جوانب لا تقل أهمية بالنسبة لـ"التنمية البشرية" – أو الاجتماعية أو الشاملة- التي ليس
النمو الاقتصادي إلا أحد عناصرها.
بل يمكن الذهاب إلى أبعد من هذا، دون أن نخشى مبالغة أو إسرافا في القول، لنؤكد أن التنمية
البشرية لا تكتسب معناها الحقيقي إلا إذا نظر إليها أولا وقبل كل شيء من زاوية هذا البعد
الثقافي الذي يجعل منها محصلة التداخل والتكامل بين التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية
والحفاظ على الخصوصية الثقافية، بل أيضا محصلة التداخل والتكامل بين ما هو أصيل متجدد وما
هو حديث يتأصل في جميع مجالات الحياة.
من هذا المنظور نستطيع أن نقول، إذن، إن التنمية الثقافية هي شرط للتنمية الاقتصادية بقدر مـا
هي مشروطة ا، وبالتالي فلا يمكن تحقيق تنمية اقتصادية بدون أن تواكبها منذ البداية تنمية ثقافية
وما تكرسه من قيم تربط الفرد بالأهداف العامة تمعه.
وفي هذا السياق تندرج إشكالية دراستنا التي تتمحور حول طبيعة استخدامات الشباب الجزائري
للبرامج الثقافية في ا لقناة الأرضية ومدى تلبية هذ ه الأخير ة للحاجات الثقافية لهـؤلاء الـشباب .
وتعتمد في إطارها النظري على مدخل الاستخدامات الاشباعات gratifications and uses
والذي يعتمد على فكرة اختلاف استخدام الأفراد لمحتوى وسائل الاتصال حيث يتم النظر للمتلقي
باعتباره مستقبلا نشيطا لوسائل الاتصال، يختار بوعي وسائل الاتصال التي يرغـب في التعـر ض
إليها، ويختار نوع المحتوى الذي يلبي حاجاته ويشبع رغباته.
ويمكن الاستفادة من مدخل الإستخدامات والإشباعات في تحديد استخدامات الشباب للبرامج
الثقافية في القناة الأرضية والتعرف على دوافع التعرض، وحجم التعرض والإشباعات المتحققة من
التعرض ونوع المحتوى الذي يتم التعرض له وعلاقة هذه المتغيرات مع متغيرات أخرى وسيطة مثل
العوامل الديموغرافية، والبدائل الوظيفية لتمضية وقت الفراغ، وأنماط التعرض وسياق التعرض.