Département de Sociologie
Permanent URI for this community
Browse
Browsing Département de Sociologie by Author "حمدان مداح"
Now showing 1 - 2 of 2
Results Per Page
Sort Options
Item صناعة القيم الاجرامية في المدينة الجديدة(جامعى باجي مختار عنابة, 2023-03-02) حمدان مداحيهدف الباحث من خلال هذه الدراسة، إلى إبراز وإظهار اختلاف القيم الإجرامية بين المدينة القديمة والأحياء الهامشية من جهة، والمدينة الجديدة من جهة أخرى، وإلى تتبع وتحليل وتفسير وتأويل صناعة القيم الإجرامية لدى عصابات الشوارع في المدينة الجديدة الكاليتوسة بعنابة، فقراءة صناعة القيم الإجرامية في المدينة الجديدة، والمتغيرات التي طرأت في السلوكيات الفردية والجماعية داخل المجال الحضري الجديد، تحتاج إلى الكثير من المنهجية؛ تربط وتفضل بين ما هو أصيل وما هو صناعة دخيلة، واستقراء الواقع إمبريقيا، لا يمكن التقاط مفارقاته انطلاقا من الراهن، بسبب أن ما نراه اليوم هو نتاج تراكمات وتجاذبات تشابكت فيه القيم الاجتماعية المتوارثة، بالجديدة الحضرية المتأتية من التواصل الثقافي، وهي بمثابة تمرين تعاطف بين المجرمين لصناعة القيم الإجرامية،كما أن الأفكار هذه ضرورية؛ لضمان أن يتصرف المنحرفون والمجرمون وفقا للقواعد وللقيم الإجرامية، التي تضمن قوة واستمرار الجماعة. تتأثر سلوكياتنا ومفاهيمنا ومعتقداتنا واختياراتنا بعلاقتنا بالعالم الخارجي، كما تتأثر بنظرة الآخرين لنا، وكيف تؤثر في الناس وكيف يتفاعلون معها، وكذلك كيف تؤثر المجموعات في سلوك الأفراد وكيف يتفاعل هؤلاء الأفراد بدورهم مع تلك المجموعات، فأي باحث درس العصابات الإجرامية لفترة من الوقت سيعترف بأنه كلما درسناها أكثر، كلما بدا لنا أكثر تعقيدا، وفي أفضل الأحوال، يمكننا أن نفهم بعض خصائصها في أوقات مختلفة، والعصابات دينامية ومرنة، وهي تتطور باستمرار، أين شكل المجرمون في المدن الجديدة، فئة اجتماعية فرعية مؤثرة، أدت دورا مؤثرا وموجها في الحياة الاجتماعية والأمنية والاقتصادية والقيمية، لنفوذهم في أوساط المجتمع، وهو الأمر الذي أكسبهم مكانة اجتماعية وقيمية، تضاهي مكانة ذوي الأخلاق، والعلم أو تتجاوزها أحيانا، باعتبارهم أكثر دراية وتأثيرا في المجتمع الذي يعيشون فيه. إنمحاولةالتعرفعلى قيمعصاباتالشوارعأمرمعقد،لقدلفتت انتباه الباحثعدةخصائصلهذهالمجموعات،بمافيذلكطبيعتهاالمراوغةوالسرية،وعدمتجانسهاالكبيروطابعهاالمتغير،إلىتغييرتصوره المسبق لها، ويوفرتعريفجديدلعصابات الشوارع،مقترنابعمليةتشغيلية،تستندإلىمعاييريمكنملاحظتهامنقبلالباحث،عدةمزاياعلىالتعريفالذيتموضعهفيبيئةأكاديمية، فإنالانتماءإلىالعصاباتأوالتعرفعليهكعضوفيالعصابةلهعواقبوخيمةعلىنظامالمجتمع الحضري. وقد قام الباحث في المرحلة الاستكشافية بملازمة الواقع الميداني لمدة طويلة، وباحتكاكه المستمر مع الكثير من المنحرفين والمجرمين، الهواة والمحترفين في المدينة الجديدة الكاليتوسة-عنابة، فكانت ظاهرة القيم الاجرامية محور اهتمامه، ولفتت انتباهه، وبمرأى من عينيه بعض النشاطات والسلوكيات الانحرافية والإجرامية، بحكم وظيفته في مجال الأمن الوطني، والشرطة القضائية بالضبط، ولتنمية معارفه العلمية والعملية، فظاهرة ارتفاع حجم الجريمة تجتاح المدن الجزائرية بشكل مقلق، فالإحصاءات الرسمية تشير إلى تنامي نسب الإجرام خلال السنوات الأخيرة، وسط تخوف وتوتر مجتمعي، ودعوات إلى ضرورة الحد من هذا التنامي وخطورته، فقد اهتز المناطق الحضرية مرات عدة على وقع جرائم اغتصاب وترويج واستهلاك المخدرات، وسطو مسلح وعمليات قتل خطيرة خلال العقد الأخير، وخاصة في الأحياء الهامشية والفوضوية، كأحياء سيدي سالم وبوخضرة وبني محافر ولوري روز والشعيبة وبوزعرورة والقنطرة وحجر الديس وغيرها، بالرغم من التطور المهم في طرق عمل قوات الأمن الجزائرية. ومن أجل الحد من الجريمة الحضرية، عبر تبني آليات واستراتيجيات مرحلية، فضلا عن التجاوب السريع نسبيا مع نداءات المواطنين اليومية، وقد عرفت الأحياء الهامشية والفوضوية بمظاهر خطيرة، شكلت عبءا أمنيا على السلطات للأسباب التالية: أ-الكثافة السكانية الكبيرة جدا داخل هذه الأحياء الهامشية، التي تشبه الغيتوهات الخطيرة في جنوب إفريقيا. ب-استحالة السيطرة الأمنية عليها بسبب التضامن السلبي بين ساكنتها مع المجرمين. ج-سيطرة الكثير من المجرمين والمنحرفين والمطلوبين للعدالة على هذه الأحياء، ليلا ونهارا، وما يرافق ذلك من ممارسة الجريمة بشتى أنواعها وأخطرها، مثل الاغتصاب والمتاجرة بالمخدرات والمؤثرات العقلية، والسرقة والسطو المسلح. د-مثلت تلك الأحياء مكانا خصبا لكل الجرائم وللمجرمين الفارين من العدالة، ومقاومة ومهاجمة قوات الأمن في محاولاتها القبض عليهم. ه-أزقتها ضيقة جدا، وسكناتها ملتصقة بشكل فوضوي، مما يجعل دخولها من طرف قوات الأمن لتنفيذ القانون مستحيلا، فكان الترحيل حلا للحد من الجريمة. و-الجرائم الوحشية التي نشهدها المنطقية من حين لآخر، كعمليات الاغتصاب والقتل والسطو مسلح، واللصوصية، وجرائم قطع الطريق، والاختطافات للأطفال وللكبار، حيث أضحى المجتمع لا يحس بالأمان، مع الصدمة والقلق والهلع المجتمعي. ز-استحالة تقديم الخدمات اليومية لساكنة هذه الأحياء الفوضوية بسبب الفوضى الجغرافية، وعدم وجود إحصاء دقيق في كل المجالات، فالسكانات الفوضوية تنتشر كالفطريات، ليلا ونهارا، أمام مرأى السلطات، التي عجزت عن وضع حد لهذه الفوضى المكانية. ح-فشل النهج الاستباقي، المتمثل في القبض الأشخاص المطلوبين، قبل ارتكاب جرائمهم من قبل قوات الأمن، بالرغم من وجود هذه الاستراتيجية. ط-الانتقال من النزعة الفردية للجريمة إلى النزعة الجماعية، بتشكيل عصابات إجرامية، لها الكلمة العليا داخل هذه الأحياء الهامشية، فالديناميكية المجتمعية ضاعفت من نفوذ وسلطة الجناة، بعدما تجاوزت تلك الحالة التقليدية، وضعف القيم الاجتماعية النبيلة، وظهور القيم الإجرامية المسيطرة. ومن بين الاستراتيجيات المرحلية للسلطات المحلية للحد من الجريمة الحضرية في ولاية عنابة هذه: أ-القيام بإعادة والترحيل الإجباري لكل الأحياء الهامشية والفوضوية، في المدن الجديدة، كذراع الريش والكاليتوسة. ب-تفريق وتوزيع العائلات المعروفة إجراميا على عدة أحياء سكنية جديدة، لإضعافهم والسيطرة عليهم ميدانيا. ج-فتح أقسام أمنية (شرطة-درك) في الأحياء الجديدة، لاسيما الشرطة القضائية والتدخل السريع، لتقريب الأمن من المجتمع الحضري الجديد، ولدراسة وتحليل الاتجاهات والأساليب الإجرامية الجديدة. د-القضاء على الجريمة بكل أشكالها، برؤية حضرية جديدة، من خلال الفضاء العمراني الجديد، وتجلياته الحضارية، وحماية الحقوق والحريات وتحقيق أمن الأفراد والممتلكات. ه-تحديد وتتبع أساس الإشكال الإجرامي للمرحلين، وليس إيقاف المجرمين فقط، بل توفير الخدمات الأساسية للمجتمع الحضري الجديد. هذا، وقد عاد الباحث إلى الدراسات السابقة التي تناولت المتغيرات الرئيسية للدراسة، وحسب كونها دراسات جزائرية وعربية وأجنبية إلى ثلاثة (03) متغيرات هي: الدراسات، التي تناولت محورالقيم (جزائرية وعربية وأجنبية)، والدراسات، التي تناولت محورالجريمة (جزائرية وعربية وأجنبية)، والدراسات، التي تناولت محورالمدينة (جزائرية وعربية وأجنبية)، قصد الاستفادة وتبيان جوانب الاتفاق والاختلاف بينهما، ثم الوصول إلى الفجوة العلمية، من خلال التعرف على اختلاف الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة، وجوانب الاستفادة من الدراسات السابقة في الدراسة الحالية. وكان منطلق هذه الدراسة يتجسد في التساؤلات التالية: السؤال الرئيسي:كيف تصنع القيم الإجرامية في المدينة الجديدة؟ (تصنع القيم الإجرامية بتفاعل المجرمين مع كل نشاط يساعدهم). -أكدت الدراسة الأستكشافية، والدراسة الميدانية أن العصابات الإجرامية تتفاعل مع كل نشاط يساعدها على صناعة القيم الإجرامية وعلى البقاء والاستمرارية. -أكدت نظريات الجريمة والقيم والمدينة إلى أن المرحلين يخضعون للضغوط الاجتماعية الجديدة في المناطق الحضرية الجديدة، فيصنعون قيما جديدة، تتماشى مع الظروف الجديدة. -أشارت الدراسات السابقة إلى دور المهاجرين إلى المناطق الحضرية في ظهور قيم اجتماعية حضرية جديدة. الاسئلة الفرعية: السؤال الفرعي الأول:مم يستمد المجرمون أعضاء العصابات قيمهم الإجرامية؟ (المجرمون يستمدون القيم الاجرامية من المناطق المرحلين منها). -أثبتت الدراسة الاستكشافية أن العصابات الإجرامية تستمد قيمها الإجرامية من المناطق المرحلين منهاـ وكذا من النسيج العمراني الجديد. -أكدت بعض النظريات السوسيولوجية على دور الاستعدادات والخبرات السابقة للمهاجرين والمرحلين، ولاسيما المنحرفين في صناعة قيم وأساليب إجرامية جديدة، في المناطق الحضرية الجديدة. -أثبتت الكثير من الدراسات السوسيولوجية على دور العصابات الإجرامية، في صناعة القيم الإجرامية. السؤال الفرعي الثاني: ما هي أنواع القيم الإجرامية الممارسة في المدينة الجديدة؟ (أنواع القيم الإجرامية الممارسة في المدينة الجديدة متعددة). -الدراسة الاستكشافية توصلت إلى عدد كبير من القيم الإجرامية التي تتبناها وتمارسها العصابات الإجرامية في المدينة الجديدة. -النظريات السوسيولوجية أثبتت أن الفرد الريفي أو القروي أو في الأحياء الهامشية، من الصعب عليه التأقلم حضريا وحضاريا، مع المجال الحضري الجديدة، إذ تبقى القيم القديمة مسيطرة عليه؛ إلا القليل منهم. -بينت الدراسات السوسيولوجية أن القيم الاجتماعية الجديدة، هي قيم مبنية على القيم الاجتماعية، التي جاء بها المرحلون. السؤال الفرعي الثالث: هل أثر النسيج العمراني الجديد على قيم العصابات الإجرامية؟ (النسيج العمراني في المدينة الجديد يؤثر على قيم العصابات الإجرامية). -الدراسة الاستكشافية الميدانية أكدت أن النسيج العمراني الجديد يوثر إيجابيا على نشاطات العصابات الإجرامية، التي تنشط في المدينة الجديدة. -النظريات السوسيولوجية أثبتت أن المجتمع الحضري ينوع قيمه على ساكنة المدن الجديدة، سلبا وإيجابا. -الدراسات السوسيولوجية أثبتت إمبريقيا تنوع القيم واختلافها على القيم القديمة قبل الترحيل وبعده. كما كانت للإحصائيات المتحصل عليها من المديرية العامة للأمن والوطني، حول الجريمة الحضرية في ولاية عنابة بين سنتي 2016و2020، وكذا على المستوى الوطني الوقع المتأصل للنظرة العلمية للباحث، ولإيمانه بأن الفهم الصحيح للظاهرة الاجتماعية لا يتأتى بالمعنى الصحيح؛ إلا من خلال الانطلاق من الواقع العملي الميداني، وجمع كافة المعلومات الكمية والكيفية من وعن المبحوثين، مع التزود بالخلفية النظرية-بالانكباب على البحث والقراءة؛ رغم الانغماس في المسؤوليات المهنية القانونية والمشكلات الاجتماعية التي لا تنتهي، والملفات التي يصعب فيها أن يواصل نموه العلمي-التي عالجت ظاهرة التحضر وما رافقها من تغيرات اجتماعية وقيمية في المدن الجديدة، كما سجل رجحانكفةالقوىالسالبة للمنحرفين وللمجرمينعلىالقوىالايجابية لديهم، وهذابعبارةأخرىيتمحينتطغىقوةالاتجاهاتالتيتشجععلىارتكابالجنوح والجريمةعلىتلكالاتجاهات،التيتصرفعنارتكابها،وهذامعناهأنالفرد الحضري في المدينة الجديدةلايصبحمنحرفا أو مجرماإذاغلبتاتجاهاتهالايجابيةعلىاتجاهاتهالسلبية . من خلال هذه الدراسة، التي أتاحت للباحث إجراء مقابلات علمية معمقة، غاص خلالها في ماضي وحاضر ومستقبل عناصر عصابات الشوارع في المدينة الجديدة الكاليتوسة، توصل من خلالها إلى النتائج التالية: -أن موضوع ظاهرة القيم الإجرامية في المدينة الجديدة، ثري ومتنوع ويمكن دراسته من عدة أوجه، وعلاقة الباحث بهم، مكنته من تلقي الدعوات لبيوتهم، وحتى إجراء المقابلات العلمية، في أي مكان يكون مؤمنا لهم. -أن العصابات في شوارع المدينة الجديدة، واقع حقيقي، ومجتمع فرعي قائم بذاته، وهيكل تنظيمي قوي. -المجتمع الحضري بمختلف أحيائه في المدينة الجديدة يعترف بوجود تلك النشاطات الإجرامية، لكنه يتغاضى عنها، مكرها حينا، وبإرادة أحيانا. -أن السكان المرحلين من أحيائهم الأصلية، الشبه حضرية، والصفيح والهامشية، حافظوا على القيم والعادات والسلوكيات الخاصة بهم، بل كل حي انزوى عن بقية الأحياء الأخرى، ويطلقون عليها أسماء أحيائهم القديمة، المرحلين منها، حي سيدي سالم، بوحمرة، بني محافر وغيرها. -عصابةالشوارع في المدينة الجديدة؛هيمجموعةمنظمةإلىحدكبيرمنالمراهقينوالشباب المنحرف،الذينيفضلونقوةالجماعةوترهيبها،علىارتكابأعمالإجرامية ودموية،منأجلالحصولعلىالسلطة في الشارع،والاعترافأوالسيطرةعلىمجالاتالأنشطةالمربحة في المجال الحضري الجديد. كلمات مفتاحية :صناعة القيم؛ الجريمة؛ المدينة الجديدة؛ الكاليتوسة؛ عنابة.