السلوك الانحرافي في الوسط الجامعي
No Thumbnail Available
Date
2022-04-12
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعى باجي مختار عنابة
Abstract
تناولت هذه الأطروحة السلوك الانحرافي في الوسط الجامعي إنطلاقا من معطيات متصلة بمكانة الجامعة في المخيال الاجتماعي فالصورة التي يحملها العقل الجمعي اتجاه هذه المؤسسة ذات الطابع الأكاديمي قد تتعارض مع ديناميكية الجامعة في ظل سيرورة تعكس ما هو كائن و الواقع المعيش.
أردنا من خلال هذه الأطروحة أن نُبين مدى تأثير المنظومة القيمية على سلوكيات الفاعلين في المجتمع الجامعي وذلك بالتوازي مع الخلخلة التي حدثت على مستوى تمثلاتنا لصورة المثقف أو النخبة بشكل عام خاصة أن هذه الفئة تظل دوما تحت مجهر الرقابة المجتمعية نظرا لنسق الدور والمكانة المتصل بها.
لا ننكر أن الجامعة اليوم أصبحت تتعرض هي أيضا إلى انتقادات ليس فقط من قبل المنتسبين إليها كباحثين وأساتذة بل حتى في وسائل الإعلام و الخطاب العام من خلال شبكات التواصل الاجتماعي.
حيث نجد نعوتا وتوصيفات توحي بدلالات سلبية مشحونة انفعاليا بنوع من النفور والاستهجان الاجتماعي إذ يوصف المثقف أحيانا "بالمطمئن على رغيفه" مما ينزع عنه أي دور ليكون فاعلا ايجابيا في إطار سيرورة التغير الاجتماعي، ولا ضير إن أكدنا أن الشقوق التي طالت هذا الصرح العلمي ليست مجرد أحكام قَبلية أو آراء ذاتية بل يعتمد ذلك على وجود جملة من السلوكيات الانحرافية التي تغلغلت فيه بتأثرها بالمحيط الاجتماعي العام الذي تعرض إلى هزات كبرى في مختلف بُناه منذ فترة زمنية وهذا ما أدى إلى تقلص تصاعدي في من يمثلون فعليا النخبة ويملكون من المهارات ما يسمح لهم بالتأثير على المحيط العام في مختلف أوجهه.
انطلاقا مما سبق قمنا برصد بعض مظاهر الانحراف في الوسط الجامعي وعملنا على البحث في عوامل وآليات اشتغاله وكذا تناميه حيث ركزنا على طبيعة شبكة العلاقات السائدة في الوسط الجامعي وكيفية تشكيلها والأسس التي تقوم عليها وصولا إلى كيفية إنتاجها لسلوكيات انحرافية.
هذا ما سمح لنا في مرحلة لاحقة من التنقيب في جامعة الشيخ العربي التبسي كأنموذج من خلال مجموعة من الأدوات البحثية تمثلت أساسا في ملاحظة ورصد جملة من التصرفات لإداريين وأساتذة وطلبة واعتماد المقابلة مع عينة من هذه الفئات الممثلة لمختلف التخصصات، إضافة إلى توظيف الاخباريين و المعطى الاحصائي.
هذا ما سمح لنا بالكشف عن العلاقة العضوية بين الجامعة ومحيطها الاجتماعي، حيث أن المجتمع المحلي الذي تدور في فلكه والمتسم بكونه ذي بنية تقليدية تحكمه العصبية القبلية و يقوم على قيم القرابة والرجولية استطاع أن تخترق تصوراته مع مر السنون محراب الجامعة خاصة عندما تعرض المجتمع الجزائري العام إلى خلخلة في بناه الاجتماعية والاقتصادية و إلى هزات سياسية وأمنية كبرى مما أنتج سلوكيات انحرافية كالرشوة و تكوين العصب و المحسوبية وتبادل المصالح.
هذا ما أضعف الجامعة وأخضعها للنموذج التسييري العام خاصة في ظل حكم يتميز بأحادية السلطة وتبعية القرار وغياب حرية التعبير مما جعلها تخضع للقرار السياسي والجماعات الضاغطة وشخصنة العلاقات وتنامي اعتماد قنوات الاتصال غير الرسمي، كمــــــــــــــــا أدى إلى بروز الزمــــــــــــــر و الحواشي التي فرضت انتشار سلوكيات السرقات العلمية و الهيمنة على الأنشطة العلمية التي تحولت إلى اقتسام كعكة وولائم وتقييد للحرية الأكاديمية و النشر. وأضحت مهام التدريس عموميات تجاوزها الزمن وفتح بذلك باب الغش في الامتحانات وتضخيم العلامات والتقييم غير الموضوعي للمذكرات والزبونية في لجان مناقشتها مما جعل مناخ العمل يتميز بالتشنج و العنف .
كلمات المفتاحية : انحراف؛ جامعة؛ مجتمع معرفة.