واقع المعلم المبتدئ في المدرسة :العلاقات و المشكلات

No Thumbnail Available
Date
2023-09-21
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعى باجي مختار عنابة
Abstract
يعتبر المعلم من أهم الشخصيات التي يعتمد عليها أي مجتمع وذلك لأن المجتمع المتقدم والمتطور لابد أن يكون فيه المعلم على قدر كبير من العلم والمعرفة والقدرة على نقل المعلومات والمعارف إلى الطلاب وذلك لأن المعلم هو من يقوم بعملية تنوير وتثقيف عقول أبناء هذا المجتمع ،فالمعلم هو عماد الدولة و حجر الأساس فلا يقوم الدول والأوطان إلا به ولا تزدهر النفوس بالعلم إلا بفضله فالمعلم أحد الرحلات الأساسية في تشكيل المجتمع به تزهوا العقول و تنفتح الأذهان . المعلم هو شمس المعرفة التي تشع بنورها على الأرض لتزيح ظلام الجهل من عقول البشر و تزرع مكانها نور العلم و المعرفة ،ولا شك أن النشاط التربوي الذي يقوم به المعلم لا يخلو من جملة العلاقات التربوية فالأنشطة الإنسانية التربوية المبنية على العيش المشترك محكومة بالانشغال على العلاقات باعتبارها مفهوما و سلوكا بإيجاد الصيغ الملائمة لجعلها أكثر إيجابية و أكثر مردودية ويقع النشاط التربوي بجميع مؤسساته و أبعاده خصوصا المدرسة الابتدائية في صلب هذه الإشكالية باعتبارها مصدر النور لعقولنا و عيوننا بما تفتحه علينا من نور الإيمان فهي مؤسسة تنشئوية تم إنشاؤها بهدف تعليم الأطفال بالإضافة لكون الالتحاق بها يمنح الطالب أفضل بداية ممكنة لحياته و يؤهله لمستقبل جيد ومثير وإن للتعليم في المدرسة عناصر أساسية من الصعب أن تنجح و تكتمل العملية التعليمية التعلمية دونها وهذه العناصر تكمن في العلاقات التربوية و لا شك أن نجاح المدرسة مرتبط بتأسيس علاقات سليمة وجيدة بين مختلف الأطراف بهدف تيسير سبل التقدم وتوفير شروط العمل التربوي المرتكز على مبادئ الإنصاف و العدل والمساواة من أجل بلوغ جودة الفعل التربوي المبسم بالبحث و التجديد و الابتكار و الإبداع و لقد تعرضت العلاقات في جل المنظومات التربوية لرجات وتحولات عميقة و متسارعة إثر الانفجار الإعلامي والمعلوماتي وقد أحدثت هذه التحولات تغييرات جذرية في التعامل مع الآخر وتركت بصماتها بشكل واضح على العلاقات التربوية مما أدى إلى نشوب مشكلات مختلفة وأدى إلى تدهور الواقع المعاش للمعلم المبتدئ . جاء هذا البحث للإجابة عن التساؤل الرئيسي : - ما هو الواقع المعاش فعلا أو الوضعية التربوية الراهنة للمعلم المبتدئ في ظل تباين العلاقات التربوية و تنوعها من جهة و تفاقم المشكلات و حدتها من جهة أخرى وهذا بإبتدائيات القالة بولاية الطارف ؟ - خاتمين بالإجابة على هذه التساؤلات الفرعية : 1- ما هي خصائص ومميزات المعلم المبتدئ في بداية مشواره المهني بالمدرسة ؟ 2- ما هي طبيعة و نوعية العلاقات التي تربط المعلم المبتدئ مع المحيط المدرسي المتواجد فيه بالابتدائية ؟ 3- ما هي المشكلات والعراقيل التي يواجهها المعلم المبتدئ داخل المدرسة ؟ 4- ما هي أهم الحلول ،الآفاق و الاستراتيجيات المستقبلية للمعلم المبتدئ لتحسين واقعه ووضعه التربوي و إنارة مساره المهني . و هدفت دراستنا :إلى إثراء معرفتنا لخصائص ومميزات المعلم المبتدئ بالمدرسة عند مستوى الابتدائي ،معرفة نوعية العلاقات و الأواصر و الروابط التي تربط المعلم المبتدئ بالمحيط الذي يتواجد فيه ألا و هو المدرسة ،تسليط الضوء على أهم المشكلات التربوية التي يعاني منها المعلم المبتدئ في المدرسة ،الوصول إلى خطط محكمة واستراتيجيات مستقبلية واضحة و معقولة لتبيان الطريق المستنير للمعلم المبتدئ و بالتالي تحسين واقعه و لو نسبيا هذه الأهداف الرئيسية تختلجها وتتضمنها أهداف ثانوية ذكرناها سالفا ،و لتحقيق أهداف البحث تم استخدام المنهج الوصفي الذي يقوم على وصف الواقع و تحليله و إثرائه للنقاش و يساعد على استطلاع مشكلة البحث ووصف واقعها و تفسيرها ،و قد تكون مجتمع البحث من جميع المعلمين المبتدئين بإبتدائيات القالة والتي تضم 90 معلما مبتدئا موزعين على 10 إبتدائيات بالقالة إذن العينة كانت مقصودة و غير عشوائية،ومتمثلة بنسبة 100 % من المجتمع الكلي للدراسة ،و قد تم اختيار عينة الدراسة الميدانية بالأسلوب القصدي واقتضت طبيعة الموضوع أن تستخدم الطالبة أداة الإستبانة (الاستمارة) موجهة للمعلمين المبتدئين بالابتدائيات العشر بالإضافة إلى المقابلة مع المدراء والمفتشين. - و خلص البحث إلى النتائج التالية :  إن من أهم الخصائص و المميزات التي يتميز بها المعلم المبتدئ في بداية مشواره المهني بالمدرسة أن سبب اختياره مهنة التعليم هي عدم وجود فرص عمل في قطاعات أخرى وأن أفعاله تتفق نسبيا مع أقواله داخل القسم وخارجه وتحافظ أغلبية العينة على الصورة الخارجية الهندام والمظهر الخارجي ، كما أشارت النتائج إلى إمتلاك المعلمين المبتدئين لخاصية التواضع و العدل والتبسم وأثناء الموقف التعليمي و أنهم ليست لديهم المعرفة الكافية لمراحل نمو المتعلم ،كما أظهرت النتائج بأن غالبية العينة يتمتعون بكامل قواهم العقلية و الجسمية ويتصرفون بذكاء وحنكة في كل المواقف الصعبة و أنهم يستخدمون الذكاء خصوصا في إدارة المواقف التعليمية داخل حجرة الدرس ويشعرون بأنهم شخصية جذابة و يتميزون بالعدل والأمانة والحزم والصراحة في الأفعال والأقوال و يعترفون بعدم إلمامهم ببعض التخصصات الأخرى غير مجال تخصصهم وأنهم لا يتحلون في غالبية الأوقات بالصبر والتسامح و طول البال أثناء تعرضهم لمستويات عقلية و أخلاقية مختلفة من التلاميذ و يقرون بأن المعلم المبتدئ الضعيف الشخصية يلجأ إلى الصراخ و رفع الصوت أو حمل العصا والتهديد والوعيد و يرون بأن المعلم يجب أن يتصف بامتلاك النفس عند الغضب حتى يكون شخصية قوية و محبوبة في آن واحد.  أظهرت النتائج بأن طبيعة و نوعية العلاقات التي تربط المعلم المبتدئ مع المحيط المدرسي المتواجد فيه بالابتدائية وخصوصا مع زملائه الأساتذة توصف بالعادية و أقر غالبية أفراد العينة بأنهم يتعرضون للعقوبة من طرف المدير أثناء الخطأ و العقوبة الأولى التي حازت على رأي الأغلبية هي اللوم والعتاب والذين لا يتعرضون للعقوبة من طرف المدير لكون هذا الأخير يتسامح معهم .  يقر غالبية أفراد العينة بأنهم يعاملون تلاميذهم عند الخطأ بموازنتهم مع زملائهم التلاميذ و عدم إعارتهم الاهتمام،كما وصف المعلمون مدير المدرسة بالقاسي والطاغي وأقر أفراد العينة بأن علاقة الإداريين و الزملاء من ذوي الخبرة مع المعلم المبتدئ تتميز بالتمييز بين المعلمين وأن غالبية أفراد العينة يقومون بالمناقشة و التشاور لحل الخلافات إذا تسبب أحد الأصدقاء في مشكلة معنية .  أظهرت النتائج بأن أفراد العينة يواجهون مشاكل أثناء أداءهم لمهنة التعليم و أنهم يعانون من بعد المؤسسة التربوية لا يسكنون قريبين منها وأنهم لمواجهة مشكلة معينة داخل القسم يناقشون القضية مع التلاميذ للخروج برأي جماعي و يقرون غالبيتهم بأن إدارة المدرسة لا توفر جميع الوسائل والتجهيزات التعليمية الإيضاحية و أنهم يجدون صعوبة في ضبط الصف بكفاءة وحكمة وأرجعوا السبب لحداثة عهدهم بالتعليم و عدد التلاميذ الكبير والشكاوي المستمرة من طرف أولياء الأمور كما أقروا بأن المناهج والمادة التعليمية غير موافقة لمستوى التلاميذ وأرجعوا السبب لكون المناهج يغلب عليها الكم أكثر من الكيف وعدم ملائمة الكم الهائل من المعارف لمستوى المتعلمين و قلة المتعة والإثارة والتشويق و فيها كما أقروا أفراد العينة بأن المدير يقوم بزيارات صفية ومشاهدة الدروس و أن غالبيتهم لا يشعرون بالراحة إزاء هذه الزيارات،كما أقر غالبية أفراد العينة بأن زيارات المفتش والطاقم التربوي تزعجهم ويجدون صعوبة في التدريس حيث تكون غالبية ردات الفعل هي الارتباك والنطق بكلمات غير مترابطة وأنهم لا يتفهمون هذا الارتباك و ردة الفعل،كما أقر غالبية أفراد العينة بأن الأعمال الروتينية كتحضير الكراس اليومي تتعبهم و تنهك قواهم و أنهم يجدون صعوبة في توفير الوسائل المختلفة و المواد التعليمية والسبب الأكبر راجع لعدم تواجدها في الإدارة وجهل مصادر الحصول عليها وأقروا أغلبهم بأن هناك تفاوت بين توقعات المعلم المثالية الغير واقعية المشتقاة من المادة النظرية و بين واقع المدارس في البلاد على أرض الواقع كما يجدون صعوبة في استعمال إستراتيجية التدريس و هذا راجع إلى منع المعلم المبتدئ من تحقيق رغبته في طرق جديدة كما أقروا بوجود صعوبة في التكيف مع معلمي المدرسة والتلاميذ و ذلك راجع لعدم إمتلاك خلفية عنهم وعن شخصياتهم ، كما أقر أغلبهم بوجود مشكلة الرسوب والتسرب والغياب وضعف المستوى الدراسي في الوسط المدرسي وهذا راجع لقلة اهتمام الأهالي متابعة تحصيل أبنائهم و ضعف مواكبة المعلمين للتطورات العلمية في مجال تخصصهم .  أظهرت النتائج بأن الحلول والآفاق والاستراتيجيات المستقبلية للمعلم المبتدئ لتحسين واقعه يتمثل في ضرورة وجود الإخصائي الاجتماعي والنفسي بالمدارس يعنى بحاجات المعلمين المبتدئين و ذلك للقضاء على المشكلات التي تعترضهم ولجعل المعلم أكثر توافق نفسي و اجتماعي لواقعه كما أقترحوا للقضاء على الجفاء والتباعد بين الأطراف التربوية إقامة تفاعل حقيقي و تبادل للخبرات و التجارب بين المعلمين المبتدئين و ذوي الخبرة وأنهم اقترحوا لزيادة تأقلم المعلم مع وسطه الأخذ بعين الاعتبار ،والعوامل التي تؤثر في تكوينه ومراعاة الفروق الفردية بين المعلمين كما أقر غالبية عينة الدراسة بأن الحل المقترح لنقص المواد والوسائل التعليمية هو الاجتهاد الشخصي في توفير المواد والاهتمام من قبل إدارة المدرسة والقيادات العليا بتوفير الإمكانيات والوسائل المدرسية،كما أقترح أفراد العينة لصعوبة المواد التعليمية و قلة الإثارة و المتعة والتشويق في المناهج تخفيف الأنشطة التعليمية والاعتماد على الكيف أكثر من الكم .  كما اقترح أفراد العينة للقضاء على مشكلة التعيين بعيد عن مقر السكن بالتعيين في مكان قريب من مقر السكن أو إنشاء سكنات وظيفية ، كما أقر أفراد العينة بأن مشكلة ضبط الوقت و توزيعه بين الحصص ترجع بالدرجة الأولى لكثرة التمارينات الواجب إنجازها و عدم تدريب المعلم على إدارة الوقت بفعالية ورأى أفراد العينة بأن الحل المناسب للتخفيف من مشاكل المعلمين المتعلقة بالرسوب والتأخر الدراسي والغياب والفشل المدرسي هو زيادة الاهتمام أكثر بالمتعلمين ومشاكلهم وزيادة حصص الاستدراك لمعالجة نقاط الضعف لديهم و تفعيل دور الأخصائي والاجتماعي والنفسي والتربوي للمتعلمين بينما كانت أغلبية الحلول لتحسين الوضعية والواقع المعاش للمعلم المبتدئ تمثلت في رفع الأجر وإنشاء سكنات وظيفية والتخفيف من الحجم الساعي والوثائق المطلوبة من المعلم وتعيين المعلم و مقر سكناه وإعادة النظر في المناهج الدراسية . الكلمات المفتاحية: تعليم؛ تعليم ابتدائي؛ مدرسة؛ معلم
Description
Keywords
Citation