الخصائص المورفولوجية لتالميذ بعض المدارس االبتدائية لحي واد الذهب بلدية عنابة المرحلة العمرية 9-11 سنة
No Thumbnail Available
Date
2017
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
يخضع اإلنسان منذ لحظة التكوين حتى الوفاة لتغيرات كثيرة ومستمر، فهو ليس في حالة
ثابتة ولكنه ينمو خالل المراحل المتعاقبة التي يمر بها نموا يشمل كيانه ككل سواء من النواحي
الجسمية أو التشريحية أو العقلية أو المعرفية واالنفعالية واالجتماعية بما يحدد الخصائص التي
تميزه كشخصية متفردة، وال تقف التغيرات عند حد معين ولكنها تستمر وإن كانت بمعدل أقل
سرعة حتى التدهور الذي يصل إليه في حاالت الشيخوخة.
وهكذا يكون النمو عملية مستمرة تبدأ حتى قبل الميالد، وال سبيل إلى فهم الكائن البشري فهما
صحيحا ما لم نتتبع عملية النمو الطويلة التي تطرأ عليه منذ نشأته كخلية في بطن أمه حتى يبلغ
النضج، فما مولد الطفل إال حادث واحد من سلسلة متتابعة من التغيرات، وليس بدايتها، غير أن
دائ ًم واعيًا بالتغيرات الجسمية والنفسية التي تحدث باستمرار، ففي السنوات المبكرة الفرد ال يكون ا
من الحياة حينما تكون التغيرات سريعة في معدلها يكون االنتباه موج ًها إليها بسبب التوافقات
المستمرة التي على الفرد أن يقوم بها حيال هذه التغيرات كما أن هذه التغيرات تكون مرغوبة من
الفرد ألنها تدل على أنه آخذ في النمو، ولكن هذا االنتباه يتناقص تدريجيا مع اتجاه الفرد نحو
مرحلة الرشد، حيث يمثل كل تغير إعالنًا له وللعالم المحيط به أنه يأخذ في التقدم في السن.
واالهتمام بظاهرة النمو من مختلف النواحي لها تاريخ طويل، فقد اهتم قدماء الهنود بفحص
ودراسة معالم جسم االنسان ومدى تناسق هذا الجسم، ثم تلى ذلك قدماء المصريون الذين قسموا
الجسم البشري إلى 19 جزءا متساويا وذلك إليجاد جزء واحد يستخدم لقياس االجزاء األخرى أما
عند االغريق فقد صوروا الرجل عندهم كمحارب أو مصارع عريض المنكبين متين البناء وهو
نفس االتجاه الذي اتخذه الرومان من بعدهم، ومع مرور الزمن اخد االهتمام يتجه الى تناسق
االعضاء وانسيابيتها وجمال الشكل وذلك بدل الطول والضخامة.
ففي العصر الحديث تعتبر الفترة من 1885 م وحتى 1990 م من اكثر الفترات التي نشطت فيها
حركة القياسات الجسمية، فقد اخذت الجمعية االمريكية للنهوض بالتربية الرياضية قائمة القياسات
التي أعدها سارجنت، وقررت تطبيقها في المدارس والجامعات، كما استخدمت جمعية الشبان
المسيحية تلك القائمة من القياسات وذلك بعد ان اختصرت بعضها.
إن المرحلة العمرية 11-9 سنة التي يتناولها هذا البحث تعتبر جزء من مرحلة الطفولة والتي
قسمها الكثير من العلماء إلى ثالث مراحل هي مرحلة الطفولة المبكرة والتي تمتد من الوالدة إلى
06 سنوات ثم الطفولة الوسطى التي تمتد من 06 سنوات إلى 09 سنوات ثم مرحلة الطفولة
المتأخرة التي تمتد من 09 سنوات إلى 12 سنة والتي تتميز بوجود الطفل في مرحلة التعلم في
الطور االبتدائي كما تتميز هذه المرحلة بنمو بطيء وقدرة الطفل على اكتساب مهارات كثير
فقد اهتم الكثير من العلماء والباحثين بدراسة الجسم البشري من ناحية شكله وحجمه ومراحل النمو
المختلفة من المؤشرات التي يتم االعتماد عليها للتنبؤ بالحالة البدنية والصحية والنفسية للفرد
باإلضافة إلى تحديد النمط الجسمي وتحديد مقادير تراكيب الجسم المختلفة فمن خالل هذا االهتمام
الكبير تبرز أهمية القياسات المورفولوجية التي تعد من أحد الوسائل المهمة في تقييم نمو الفرد
الجسمي، كما تهدف كذلك إلى التعرف على معدالت النمو وتحديد قيم مكونات التركيبة الجسمية
التي على أساسها يتم تحديد النمط الجسمي وهو ما يعطينا نظرة واضحة عن االستعدادات الجسمية
للطفل، التي تساعد في وضع البرامج المدرسية الخاصة بالتربية البدنية والرياضة، وكذلك خالل
عملية توجيه االطفال نحو ممارسة االنشطة الرياضية المختلفة مع امكانية التخصص للوصول ألى
المستويات العليا.
وايمانا منا بضرورة االهتمام باالستعدادات المورفولوجية من خالل االستعانة بالقياسات الجسمية
جاءت هذه الدراسة للتعرف على الخصوصيات المرفولوجية للطفل العنابي حيث شملت دراستنا
على مايلي:
الفصل التمهيدي والذي اعتمدنا فيه على طرح اإلشكال العام تم انتقلنا إلى طرح بعض
التساؤالت الفرعية وبعدها تطرقنا إلى تحديد أهداف البحث، أهمية البحث وأسباب اختياره،
التعريف بمصطلحات البحث وبعض الدراسات السابقة والمشابهة.
ومن هذا المنطلق تناولنا في بحثنا باببين: األول يتعلق بالجانب النظري والذي يتكون من ثالثة
فصول، حيث يحتوي الفصل األول والذي كان بعنوان المورفولوجيا والبيومتري، والذي تعرضنا
فيه إلى مفهوم المرفولوجيا الرايضة،أهمية الخصائص المورفولوجية، طرق القياس
االنثروبومتري وغيرها
بالنسبة للفصل والذي جاء بعنوان نظريات توصيف أنماط الجسم تتطرقنا فيه إلى الجذور
التاريخية لتصنيف أنماط البناء الجسماني أهمية دراسة االنماط الجسمية أنما الجسم وفق عدة
نظريات تعريف النمط الجسمي، مكونات نمط الجسم،.