التعاون الأورو-مغاربي في مجال مكافحة الهجرة غير القانونية
No Thumbnail Available
Date
2006
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
تمثل الهجرة غير القانونية جزء من حركة الناس داخل الحدود القومية
و خارجها التي هي مكون رئيسي و ثابت لتاريخ المجتمعات البشرية، و جاءت في
نفس الوقت وليدة ظروف الأشخاص الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي
تدفعهم إلى التنقل، و لكنها كذلك تعتبر نتيجة لظروف الدول - التي تجد نفسها في
ظل التدفق الهائل للأجانب لأقاليمها - مجبرة على اتخاذ سياسات معينة لتمنع هذا
السيلان الذي تزايد خصوصا في القرون الأخيرة، وتعددت أشكاله بين اللاجئين
والمهـاجرين والنـازحين نتيجـة تعدد وتزايـد الأسبــاب الدافعــة إلي ذلـك
( النزاعات المسلحة، عدم احترام حقوق الإنسان، المشاكل الاقتصادية، وكذا
الانفجار الديمغرافي...) حتى وصل عدد المهاجرين في العالم إلى أكثر من 170
مليون شخص بتزايد سنوي مقدر بحوالي 6 ملايين مهاجر جديد.
و إن الهجرة عامة لا تعرف اتجاها جغرافيا معينا و إن كانت في السنوات
الأخيرة تتجه من الجنوب نحو الشمال ومن الشرق نحو الغرب، لكنها تخضع
أساسا إلي قانون واضح هو الانتقال من مناطق الفقر و اللاإستقرار إلي الأماكن
الغنية والأكثر أمانا. وهذه المعادلة لا تجعل من قارة أوروبا الوجهة الأولى
للمهاجرين، إذ لا تستقبل سوى 2 إلى 3 %من اللاجئين من عددهم الإجمالي الذي
قدر ب 25 مليون شخص عام 2004 و انخفضت هذه النسبة بحولي 22 %مقارنة
بالعدد المسجل سنة2001 ، و أقل من هذه النسبة فيما يخص النازحين، لكنها تجعل
من أوروبا الغربية الوجهة الثانية للمهاجرين السريين بعد الولايات المتحدة
الأمريكية والأولى بالنسبة لأفريقيا و أسيا ولأوروبا الشرقية. و على اعتبار أن
العديد من دول هذه الأخيرة انضمت إلى الإتحاد الأوروبي، فإن مسألة الهجرة
باتت تعالج تحت كنف الإتحاد بما يمنح ذلك من تسهيلات في حرية تنقل الأشخاص
أو في إطار الأفضلية التي يوليها الإتحاد في سياسته للدول الشرقية الأخرى غير
المنضمة إليه.
و على العكس من ذلك لا تتلقى الدول المغاربية نفس التسهيلات، في الوقت
الذي تعرف تزايدا كبيرا في طلبات رخص دخول الإقليم الأوروبي خاصة فرنسا،
إسبانيا، إيطاليا وألمانيا، رغم وجود اتفاقيات عديدة تربط الطرفين في هذا المجال
منها مشروع برشلونة لسنة 1995 و اتفاقيات الشراكة مع كل من المغرب تونس
والجزائر.