آليات الانسجام النصي في خطب مختارة من مستدرك نهج البلاغة للهادي كاشف الغطاء
No Thumbnail Available
Date
2012
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
ظهر في أواخر الستينيات من القرن الماضي، وبالتحديد في غرب أوروبا تيار معرفي جديد يعنى
بمقاربة النصوص الأدبية، وغير الأدبية من وجهة نظر لسانية تتجاوز مستوى المفردة إلى النص بوصفه
بنية دلالية كبرى له وظائف متعددة، هذا التيار أطلق عليه اسم: لسانيات النص، و الذي جاء كردة
فعل مخالفة للمناهج التي قصرت دراستها على الجملة الواحدة، فتناولتها مفردة معزولة عن سياقها
باعتبارها الوحدة الكبرى القابلة للتحليل، وتوسعت في دراسة الأجزاء المكونة لها، وبذلك ركزت على
الجانب الوصفي للغة، وأهملت كلا من الجانبين الدلالي ،والتداولي منها.
ولسانيات النص كغيرها من العلوم اللغوية الأخرى تحاول أن تشق طريقها لإثبات أحقيتها في
الاعتماد عليها لمعالجة ، وتحليل النصوص، والخطابات من خلال جملة من الوسائل والآليات، وذلك
بالتركيز على مبدأين أساسين هما:
أولا: البحث في كيفية ترابط النص، وتماسكه من خلال أجزاءه المكونة له.
ثانيا: لكشف عن الوسائل اللغوية التي تجعل من النص وحدة قائمة بذاهتا، متميزة عن غيرها،
مترابطة فيما بينها.
فموضوع لسانيات النص بشكل عام هو دراسة النص اللغوي دراسة وصفية تحليلية، في إطار
يضمن له الترابط والتماسك، والتميز والانتظام، سواء أكان النص المدروس نصا نثريا، أم نصا شعريا.
ولمعالجة النصوص وتحليلها وفق لسانيات النص لابد من توفر مجموعة من الوسائل اللغوية
التي تجعل النص الواحد قائما بذاته مستقلا عن غيره، وذلك انطلاقا من وسائل الربط والتماسك
السطحي الذي يعرف بالاتساق، والعلاقات الدلالية والمعرفة بعالم النص ، والبنى الكبرى التي تعرف
بالانسجام، والنظر في السياق الذي ورد فيه النص لمعرفة إمكانية دراسته دراسة تداولية، لأن محاولة
التعرف على تماسك النصوص لا تكون إلا بإخضاعها إلى هذه المقاربات الثلاث: الاتساق،
الانسجام، البعد التداولي.
إلا أن هذه المقاربات،وتطبيقاهتا تختلف من باحث إلى آخر، ومن مدونة إلى أخرى، فنجد
مثلا الدراسة الرائدة التي قدمت من طرف هاليداي ورقية حسن( Halliday.k.A.M (سنة
1976 قد ركزت البحث في اتساق الوحدات السطحية من خلال الوسائل الشكلية التي تظهر على